Laïque et Indépendant
Fondé en 1988
Centre Culturel Arabe

Centre d'études stratégiques pour le monde arabe (CESMA)
Centre for Strategic Studies for the Arab World (CSSAW)
مركز الدراسات الإستراتيجية للعالم العربي
هل تعتبر قوانين الإسلام الشيعي عوائد المخدرات وتبييض الأموال حلال أم حرام ؟
علي خضر
في 16 كانون الأول (ديسمبر) 2011 نشرت جريدة ليبراسيون الفرنسية مقالة طويلة قالت فيها " المخدرات ليس لها لا دين ولا
حدود، ومن هنا جاء التحالف بين عصابات المخدرات، ولا سيما الزيتاس المكسيكية وحزب الله الشيعي
Los Zetas
الزيتاس واحدة من أخطر عصابات المخدرات في العالم. ويبدو بان علاقات حزب الله لم تكن فقط مع الزيتاس بل
أيضا مع الكارتلات الكولومبية وبالتعاون مع البنك اللبناني الكندي الذي كان يقوم بغسل وتبييض أموال هذه العصابات. وأشارت العشرات من المقالات الصحفية بأن حزب الله الشيعي وذات التبعية الإيرانية قد أنشأ شبكة عالمية واسعة لتهريب المخدرات في جميع دول العالم
L’Orient Le Jour وفي 24 أيار (مايس) 2021 نشر موقع
مقالا مُستندا فيه على مقالتين استقصائيتين نشرتهما الصحيفتان الفرنسيتان الباريسي وجورنال الأحد
Le Parisien و Le Journal du Dimanche
عن تفكيك شبكة غسيل أموال نشطة في أوروبا وبيروت تعمل لصالح عصابات المخدرات الكولومبية، حيث تم تتبعها لمدة عام من قبل الخدمات الأمريكية (وكالة مكافحة المخدرات) و المكتب المركزي لمكافحة الجنوح المالي الخطير الفرنسي. وقد تم اعتقال أكثر من خمسة عشر عضوا في هذه الشبكة، وجميعهم لبنانيون، ويطلقون على منظمتهم الإجرامية اسم "الأرز" الشجرة اللبنانية المعروفة. من بين المتهمين، خمسة تم القبض عليهم في باريس في كانون الثاني (يناير) 2016 ووضع ثلاثة آخرين رهن الحبس الاحتياطي، واثنين تم الاستشهاد بهم في الصحافة العالمية على موقع إدارة مكافحة المخدرات الفرنسية في تقرير بتاريخ 1 شباط (فبراير). وكانت الشبكة اللبنانية تقوم بجمع أموال المخدرات من قبل المهربين في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ودول البنلوكس وترسل حصة الكارتلات الكولومبية عن طريق لبنانيين مستقرين في أمريكا اللاتينية يعملون كصرافين غير رسميين إلى كولومبيا ودول أخرى. وتشتري بحصتها اللبنانية الساعات الذهبية والسيارات الفاخرة وغيرها من البضائع وترسلها إلى لبنان وإلى باقي الدول العربية، حيث يتم بيعها بشكل قانوني
وبحسب صحيفة الباريسي الفرنسية، فأن التحقيقات أظهرت الصلة بين تهريب المخدرات والإرهاب. وفي هذا السياق أكدت الصحيفة على أن المحققين اكتشفوا في الخلفية أن نظام الإيداع البنكي الكندي (سيدار) كان يُستعمل لتمويل حزب الله. وقد أفادت إدارة مكافحة المخدرات الفرنسية بإلقاء القبض على الرؤساء الرئيسيين لمنظمة الأرز الأوربية وهي تمثل أيضا التنظيم الأمني الخارجي لحزب الله. و وصفت إدارة مكافحة المخدرات هذه المنظمة بأنها "متورطة في أنشطة إجرامية دولية، مثل تهريب المخدرات وغسيل أموال المخدرات، وتذهب عائداتها لشراء أسلحة لحزب الله في أنشطته في سوريا. ويُذكر بأن مؤسسها هو عماد مغنية، أما حاليًا فأنها تحت قيادة عبد الله صفي الدين وأدهم طباجة، وتم تصنيف الأخير كإرهابي عالمي، وفقًا لتصنيف الولايات المتحدة منذ حزيران (يونيو) 2015، وفقًا لتقرير إدارة مكافحة المخدرات الفرنسية
لا يوجد أي شك بأن التأثير الجيوسياسي لتجارة المخدرات وتبييض أموالها يُشكل عاملا مهما ليس فقط التخريب الخلقي والاجتماعي بل أيضا في عمليات إسقاط الحكومات والأنظمة السياسية.
وقد أكدت صحيفة الباريسي الفرنسية في عددها الصادر في 18/3/2019 واستنادا على تصريحات محققي المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة في فرنسا بأن عمليات تهريب أموال المخدرات التي تقوم بها هذه الشبكات تعادل 3.5 مليار يورو سنويا في فرنسا. وتتم إدارة هذه الشبكات من قبل مصرفيين غامضين، يطلق عليهم اسم "الصراف أو الصرافين"، مقيمين في الخارج ولاسيما في العراق وسورية ولبنان، ويستخدمون طريقة "الحوالة" الغير رسمية في تحويل الأموال. إنها طريقة مصرفية غير رسمية وهي موازية تسمح بتحويل الأموال بسرعة كبيرة دون المرور بالتسجيل الالكتروني. هذه الطريقة تفلت من أي مراقبة وتجعل من المستحيل تتبع الأموال المُحولة أو بالضبط المهربة. كما أن هناك أموال أخرى كثيرة تدخل إلى فرنسا عن طريق حقائب الدبلوماسيين ولاسيما العراقيين واللبنانيين
ونشرت جريدة المشرق الأردنية في 18/8/2019 مقالا مطولا تحت عنوان "الأردنيون ينددون بتجارة حزب الله للمخدرات" حيث قالت فيه "الميليشيات اللبنانية تغرق الأردن بالمخدرات والتي يتم تهريبها إلى داخل المملكة عبر المناطق الصحراوية في سوريا". و "ندد أردنيون غاضبون من تدفق المخدرات على المملكة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بحزب الله اللبناني واعتبره الكثيرون الجهة التي تقف وراء عمليات تهريب المخدرات. في هذه الأثناء، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأردنية يوم 26 حزيران (يونيو) 2019 أن المخدرات من كل الأنواع تتدفق على المملكة. فبين أيار (مايو) 2017 وأيار (مايو) 2019، قالت الإدارة إنها ضبطت 3300 كيلوغرام حشيش مخدر و81 مليون حبة كبتاغون و3 كيلوغرامات من الكوكايين و106 كيلو هيروين و4 كيلو من مادة الكريستال و22 ألف كيس من مادة الجوكر الصناعي و240 كيلوغرامات من الحشيش الصناعي"
وفي 19 تموز (يوليو) 2020، أشارت وكالة أنباء سبوتنيك في مقالة عن تمويل حزب الله من قبل أغنياء قطريين. نفس معلومات المقال نشرتها عدة صحف عالمية منها صحيفة دي تسايت الألمانية. وقد ذكرت هذه الصحف قصة المقاول الألماني جيسون جي الذي كان يعمل في إمارة قطر لجهاز المخابرات والأمن الألمانية وحصل على وثائق تتعلق بتمويل قطري لحزب الله. ومن هذه الوثائق عمليات تهريب الأسلحة من دول شرق أوربا لحزب الله ودفع ثمنها من قبل أغنياء قطر. هذا وقد حاولت قطر شراء صمت المقاول الألماني مقابل 750 ألف يورو لكنه رفض ذلك ونشر المعلومات التي لديه في الصحافة العالمية. ومن الجدير بالذكر بأن قطر لديها مشاريع مشتركة غير مُعلنة مع إيران ولم تتحقق لحد الآن تخص تصدير النفط والغاز القطري عن طريق سوريا ولبنان وربما هذه المشاريع هي السبب في دعم قطر لحزب الله ذات التبعية الإيرانية
وفي شهر نيسان (أبريل) الماضي نشرت الصحف وقنوات التلفزيون ضبط كميات كبيرة من المخدرات القادمة من لبنان إلى السعودية فقد تمكنت جمارك السعودية من إحباط محاولة إدخال كمية بلغت أكثر من 5.3 ملايين حبة من مخدرات الكبتاغون مخفية في فاكهة الرمان. وأعلنت النيجر إتلاف 17 طنا من الحشيش قادمة من لبنان، كانت في طريقها إلى ليبيا حين ضبطتها قبل أن ينجح المهربون في ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺷﺎﺣﻨﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻏﺎﺩﻳﺰ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ 37 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ. وتوافق ذلك مع إعلان اليونان ضبط أكثر من 4 أطنان من الحشيش المخدر مخبأة في شحنة آلات صنع الحلويات "الكب كيك" قادمة من لبنان إلى سلوفاكيا، وقيمتها حوالي 33 مليون يورو. ومن جديد كان التنديد كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتهمت حزب الله على انه هو من يقف وراء هذه العمليات
وفي 12/6/2021 نشر موقع عرب نيوز بالانكليزية مقالا تحت عنوان "حزب الله بنى إمبراطورية مخدرات من خلال إستراتيجية إرهاب المخدرات". استعرض فيه صناعة الكبتاغون في لبنان وفي سوريا وتوزيعه وتهريبه عن طريق سوريا وكيف استطاعت أجهزة الأمن في الأشهر الأخيرة في الكويت والإمارات العربية والأردن والسعودية ضبط الملايين من حبوب الكبتاغون والتي يستعملها أيضا أعضاء الميليشيات الشيعية المسلحة ولاسيما الميليشيات الحوثية في اليمن لاحتوائها على مادة الأمفيتامين وهي مادة فعالة في قمع الخوف وتحفيز العقل. وتُقدر عوائد حزب الله من تجارة المخدرات وتبييض الأموال بأكثر من 2 مليار دولار في السنة.
:السؤال الذي أطرحه ولا أقصد منه شيطنة لا الإسلام ولا الشيعة
هل تعتبر قوانين الإسلام الشيعي عوائد المخدرات وتبييض الأموال حلال أم حرام ؟